تعبت منك , تعبت من الحديث عنك , تعبت من طيفك الذي يلاحقني دون أي أمل في الرحيل .
أخبرني فقط يا سيدي من أنت .؟
من أنت .. لأخبرهم أنك الوحيد الذي استولي على ذلك الجزء الصغير منّي , وأنك الوحيد الذي كسر غروري بنظرات أكاد أخفق في وصفها
وأنت الوحيد الذي أهرب منه .. إليه ..
نعم يا سيدي , أعترف لك بهزيمتي وأقدمها لك على طبقٍ من فضه ..
أعرف أنني بت الان أخسر كل شيء , وأدفع ثمن كل شيء .. كما أعرف تماماً أنني مهما حاولت أن أكرهك فإني أحبك أكثر وأكثر , وكأنني
أقنع نفسي بتقبل مساؤئك وعيوبك , وكأنني أحدّثها أن تكف عن نسيانك وجحودك , وكأنني أطلب منها أن تنسى كل الكون إلا أنت ..!
أتعلم يا سيدي ..
لطالما كان غروري موضع نقاش في مجلس لعائلتنا الموقره .. ولطالما كان ردي متكررا في كل حادثه شبيهه ( يحق لي ) مع شبح ابتسامه
لا أقول انها استفزازيه ولكنها أقرب لإن تكون كذلك ..
ولم يكن الغرور صفه ملازمه لي , بل كان الفخر والثقه أيضا بأن لا أحد يستحق الملك ( قلبي ) أبدا .. إلا من كان ملكا مثله
ومثاليا أعلى منه ونادراً أكثر منه ..
ولإن مشاعري ليست رخيصه .. فإنني أغلفها بالبرودة أحيانا , وحينا آخر أنقلها إلى منطقة التجمد ( كتغيير جو ) لا أكثر
حتى باتوا ينعتونني بالتبلد وأنتي ( ما تحسين ) ! وربما وصل أيضا أن حدثني أحدهم ذات ليل بارد .. أن من بين أمنياته
أن يشهد على ( طيحة ) قلبي , وأن يدعوا الله أن لا يأخذ أمانته حتى يرى ذلك بأم عينيه ..
لا عليك من كلامهم , لإنني في ذلك الوقت كنت متيقنه بذاتي حق التقين , وأنها لن تخيبني أبداً .. هكذا كنت أظن وهكذا كان
يحدثني غروري ؛ حتى نجحت أنت .. ووقعت في شباكك وبدأت الخيبات تتوالى .
ما الغريب في ذلك ..؟
لا أظن أنك أول من أردى قتيلا في ساحة العشق , ولا أظن أنك ستكون الأخير ..
كل الغرابه يا سيدي أنك لم تقف يوما أمامي لتخبرني بأنه لا أحد ينافسك في قدرتك على امتلاك قلوب المغرورين أمثالي ,
ولم تحدثني بلسانك بأنك انتصرت أخيرا وحققت مالم يحققه غيرك بجدارة عاليه ومرتبه شرف أولى ..ولا أظن أن شخصا آخر سيحققه من بعدك ..
وأنك لا تملك الكثير لتحصل على قلبي وأنك أقل من غيرك بأشياء كثيره ..
هه ألم اقل لك سابقا أنني أصبحت موضع سخريه
بفضلك أنت .. وأنني - كما يقولون - طبقت ذلك المثل ( كمن صآم وافطر على بصله ) بحذآفيره .!!
ألم أخبرك أيضا أنهم يكتبون عيوبك جميعها ومساوئها ..ويبعثونها إلي برسالة بريد , ولم يكتفون بذلك .. بل يقارنون شخصك أنت
مع كل الاشخاص الذين أعرفهم .. لترجح كفتهم هم وتنخفض أنت دائما ..
وأنهم يحلفونني إن كان الامر جدياَ .. أم مجرد مقلب غليظ وكريه أيضا
وأنا أعرف كل ذلك , أقل وسامة وأخلاقاً , أقل منصبا وجاهاً
عصبي جدا وباردا أكثر .. لا تملك سوى شبح ابتسامة لا نعرف كنهها .. حضورك يسبب رهبة للجميع , صوتك فقط كفيل بتهدئة
المزعجين و ( إخراسهم ) بتعبير أفضل .. ممل و ( ثقيل طينه ) كما تحدثني تؤأمي بخيبة أمل ..
أعلم كل هذا وأعلم جيدا أنك لا تملك شيئا مميزا ونادرا
لكن رغم كل هذا وذاك ؛ لا زلت أحبك جدا ولا زلت أجهل السبب .......!
راق لي : (